تعريف سورة الإخلاص
سورة الإخلاص هي واحدة من السور المكية القصيرة التي تقع في الجزء الأخير من القرآن الكريم، وتعتبر من السور الأساسية التي يتلوها المسلم في صلواته اليومية. بالرغم من قصر عدد آياتها الذي لا يتجاوز الأربعة، إلا أن معانيها عظيمة وعميقة، وتحمل في طياتها رسائل توحيدية هامة تختص بعقيدة التوحيد وصفات الله سبحانه وتعالى. إن هذه السورة تعتبر من السور التي تُكرَّر كثيرًا في القرآن الكريم، وهذا يدل على عظم مكانتها في الإسلام.
السياق التاريخي لسورة الإخلاص
سورة الإخلاص من السور المكية التي نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وهي تعدّ من السور القصيرة التي تتضمن مفاهيم كبيرة وحيوية في عقيدة التوحيد. ففي تلك الفترة، كان الكفار يعبدون الأصنام ويتخذون مع الله آلهة أخرى، بينما كانت الدعوة الإسلامية تركز على توحيد الله ورفض الشرك بكل أشكاله. لذلك، جاءت سورة الإخلاص لتكون جملة من التوضيحات عن طبيعة الله عز وجل وكيفية فهم عبوديته، حيث تعطي تفسيرًا جليًا للألوهية وتُبَرّئ الله من أي شكل من أشكال الشريك.
محتوى السورة
تتألف سورة الإخلاص من أربع آيات فقط، ولكنها تحتوي على معانٍ عظيمة ومعارف ضخمة في توحيد الله، سنستعرض كل آية منها لتوضيح معناها.
-
الآية الأولى: “قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ”
-
تبدأ السورة بتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم بقول “قل”، وكأن السورة تعبر عن إعلان حاسم للناس في مسألة توحيد الله. “هو الله” تعني أن الحديث هنا يتعلق بالله عز وجل فقط، دون أي شريك أو شبيه له. و”أحد” تعني أن الله واحد، فرد لا نظير له، وأحدية الله تشير إلى تفرده في ذاته وأسمائه وصفاته، فلا يمكن لأي أحد أن يكون له مثيل أو شبيه.
-
-
الآية الثانية: “ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ”
-
“الصمد” هي صفة عظيمة من صفات الله، وتعني في اللغة “الذي لا جوف له”، أي الذي لا يحتاج إلى شيء، فهو مكتفي بذاته في كل شيء. ولا يمكن لأي مخلوق أن يكون مثل الله، لأن الكائنات جميعها تعتمد على غيرها في وجودها، بينما الله هو الكائن الذي لا يحتاج إلى شيء، بل جميع الكائنات في حاجة إليه. وتعد هذه الصفة دعوة للإنسان للتوجه إلى الله، فهو سبحانه ملاذ عباده في وقت الشدة والمحن.
-
-
الآية الثالثة: “لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ”
-
هذه الآية تبرئ الله من أية صلة بالإنجاب أو الولادة، وتؤكد أن الله ليس له أبناء أو آباء، وذلك نفي قاطع لأي شكل من أشكال الشرك. وقد كانت هذه الآية ردًا على من يعتقدون أن لله ولدًا أو صهرًا، مثلما كان يعتقد المشركون في مكة أو الذين نسبوا إلى الله بعض الصفات البشرية. هذه الآية تؤكد على أن الله ليس له شريك في الألوهية أو الولادة.
-
-
**الآية الرابعة: “وَلَمْ يَكُن لَّهُۥۤۛ۞ۚۙ ۡ ٤ۙۖ
“
